طرق التدريس
تشكّل
طرائق التدريس مكوّناً هامّاً من مكوّنات المنهج , وتتجلّى أهميّتها في التأثير
المتبادل بينها , وبين كلّ من مكوّنات المنهج الأخرى ؛ فلكلّ موضوع طرائقه
المناسبة لأهدافه , ومحتواه , وموادّه التعليميّة , وأنشطته , وأساليب تقويمه ؛
ولذلك ينبغي على المدرّس أن يكون على دراية ووعي بأهداف المنهج ومحتواه ؛ ليتمكّن
من صوغ أهداف درسه , ويوطّن نفسه على امتلاك مختلف طرائق التدريس , تقليديّها
وحديثها , ويختار أنسبها ,
وأجداها ؛ لتمكين المتعلّمين من استيعاب المعارف , واكتساب المهارات , وتشرّب
القيم التي ينطوي عليها محتوى المنهج , وبالتالي تحقيق أهدافه .
1- مفهوم طريقة التدريس :
يستعمل
مصطلحا الطرائق والأساليب في المراجع العربيّة كالمترادفين , دون تمييز في كثير من
الأحوال ," لكن يبدو أنّ الطرائق أكثر شموليّة من الأساليب , إذ تتضمّن عناصر
التعليم والتعلّم , وتنظيم المحتوى , واستغلال الوسائل التعليميّة.... أي عناصر
تحقيق الأهداف , أمّا الأساليب فهي ما يقوم به المعلّم فقط, أي أنّ الأسلوب هو جزء
من الطريقة."
فطريقة
التدريس هي " ما يتّبعه
المعلّم من خطوات متسلسلة متتالية ومترابطة لتحقيق هدف أو مجموعة من أهداف
تعليميّة محدّدة "
وأسلوب
التدريس هو " مجموعة الأنماط التدريسيّة الخاصّة بالمعلّم والمفضّلة لديه
"
ومن
أمثلة أساليب التدريس أن يستخدم المدرّس الطريقة الاستقرائيّة , ويلجأ إلى أسلوب التعليم التعاوني مع
بعض زملائه , أي قيام أكثر من معلّم بتنفيذ الدرس , فأحدهم يقدّم الإثارة ,
والثاني : يستقرئ الأمثلة بمشاركة الطلبة , والثالث يقوم بإجراء التقويم , وهكذا ,
بينما يستخدم معلّم آخر الطريقة ذاتها بالأسلوب التقليدي معتمداً على ذاته فقط .
2- تصنيفات
طرائق التدريس :
صنّف
التربويّون طرائق التدريس تصنيفات عديدة اعتماداً على جملة من الأسس , كدور كلّ من
المعلّم والمتعلّم , وأعداد المتعلّمين , وطبيعة التفاعل بين المعلّم والمتعلّمين
, وطبيعة النشاط الفكريّ الحاصل , والصلاحيّة للموادّ الدراسيّة , وهذه التصنيفات
هي :
*- التصنيف على
أساس دور كلّ من المعلّم
والمتعلّم :
وفي ضوء هذا المعيار،
معيار دور المعلّم والمتعلّم، نقسم طرائق التدريس إلى ما يأتي:
أ-طرائق يكون فيها الدور
الفاعل للمعلّم , كطرائق المحاضرة والإلقاء والعرض .
ب-طرائق يكون فيها الدور
الفاعل للمتعلّم , ويقتصر دور المعلّم على التوجيه , كطرائق التعلّم الذاتيّ
(التعليم المبرمج , والحقائب التعليميّة, والبرامج المحوسبة , وغيرها ) .
ت-طرائق تجمع بين دور المعلّم والمتعلّم
كما هي الحال في المناقشة.
*- التصنيف على
أساس عدد الطلبة , وتصنّف هنا ضمن فئتين :
أ-طرائق التدريس الجمعيّ ,
كالمحاضرة , والمناقشة ,وحلّ المشكلات , والتعلّم التعاونيّ .
ب-طرائق في التدريس
الفرديّ , كالتعليم المبرمج
, والتعليم الحاسوبيّ .
*- التصنيف على
أساس طبيعة التفاعل بين المعلّم والمتعلّم , وتصنف في فئتين :
أ- طرائق يتمّ فيها التفاعل بين المعلّم والمتعلّم مباشرة , كالإلقاء
والمناقشة , والعصف الذهنيّ .
ب- طرائق يتمّ فيها التفاعل بين المعلّم والمتعلّم بصورة غير مباشرة ,
كالتدريس التلفزيونيّ عن طريق الدوائر المغلقة أو المفتوحة .
*- التصنيف على
أساس النشاط الفكريّ , وتصنّف ضمن فئتين :
أ- طرائق
ينتقل فيها الفكر من العامّ إلى الخاصّ , ومن القاعدة إلى الأمثلة كالطريقة
الاستنتاجيّة .
ب- طرائق ينتقل فيها الفكر من الخاصّ إلى العامّ , كالطريقة
الاستقرائيّة .
*- التصنيف على
أساس الصلاحيّة للموادّ الدراسيّة , وتصنّف الطرائق ضمن فئتين :
أ- طرائق تدريس عامّة تصلح لمختلف المواد , كالمحاضرة , والمناقشة .
ب- طرائق
تدريس خاصة : تصلح لمادّة
بعينها , كطرائق تدريس اللغة العربيّة , أو طرائق تدريس الاجتماعيّات أو العلوم ,
أو غيرها من الموادّ .
وسنستعرض
فيما يأتي أبرز طرائق التدريس العامّة بشكل موجز .
2-
أبرز طرائق التدريس العامّة :
أ- طريقة
المحاضرة أو الإلقاء :
تعدّ
هذه الطريقة من أبرز الطرائق التي تتّصف بالسلوك اللّفظي للمعلّم ؛ لتحقيق
الأهداف، فالمعلّم مرسل و التلميذ مستقبل ، فهي " تعتمد على قيام المعلّم
بإلقاء المعلومات على الطلاّب مع استخدام السبورة أحياناً في تنظيم بعض الأفكار و
تبسيطها، في حين يجلس الطفل هادئاً مستمتعاً مترقّباً دعوة المعلّم لترديد بعض ما
سمعه من المعلّم ."
و
لعلّ أبرز مزايا هذه الطريقة :
1- الاقتصاد في الوقت.
2- الاقتصاد في التجهيزات الخاصّة.
3- تدريس مجموعات كبيرة من الطلاّب في وقت محدود.
4- توفير جوّ من الهدوء داخل حجرّة الدراسة.
أمّا النقد الموجّه إلى هذه الطريقة فهو :
1- تجعل الطالب سلبيّاً , و تهمل حاجته إلى النشاط و الفاعليّة اللازمة
لنمو خبراته .
2- تؤدّي إلى شرود الطلاّب ذهنيّاً بسبب الملل الذي تحدثه هذه الطريقة
لديهم.
3- تركّز على التعلّم المعرفي , وعلى المستوى البسيط منه( التذكّر) و
تهمل المستويات الأخرى، إضافة إلى إهمالها مجاليّ التعلّم الآخرين: المجال المهاريّ
و المجال الوجدانيّ .
4- تركّز على العرض اللفظيّ , و تهمل استخدام الوسائل الحسيّة ,
كالنماذج و المجسّمات و الصور , و يمكن تحسين المحاضرة من خلال :
أ-
الإعداد
الجيّد.
ب-
ترتيب
عناصرها و فكرها.
ت-
استخدام
بعض الوسائل الإيضاحيّة.
ث-
الربط
بين فكرها.
ج-
إتاحة
المجال للمتلقّين لطرح الأسئلة , و الإجابة عن استفسارا تهم.
ب- المناقشة أو
الحوار
"وهي
طريقة التدريس التي تعتمد على قيام المعلّم بإدارة حوار شفوي حول الموقف التدريسيّ
؛ بهدف الوصول إلى معطيات أو معلومات جديدة , و تختلف هذه الطريقة عن طريقة
المحاضرة أو الإلقاء بأنّها توفّر جوّاً من النشاط في أثناء الدرس , و تتيح مشاركة
الطلاب الفعّالة في عملية التعلّم بدلاً من أن ينفرد بها المعلّم.
أمّا
خطوات طريقة المناقشة فهي :
· اختيار الموضوع المناسب , بالتنسيق مع الطلبة .
· التخطيط للمناقشة , ويشمل :
- تحديد
محاور الموضوع المناقش .
- تقسيم
الطلبة إلى مجموعات , وتكليف كلّ مجموعة البحث في واحد من تلك المحاور .
- إرشاد
الطلبة إلى مصادر المعلومات المتعلّقة بالموضوع .
- تحديد
مكان المناقشة وزمانها .
أ-
تنفيذ
المناقشة , وتوخّي مشاركة الطلبة جميعهم فيها , مع المحافظة على آداب الحوار ,
واحترام الآراء , وعلميّة الطرح , ودعمه بالحجج والأدلّة , وتدوين النتائج
المستخلصة .
ب-
التقويم
, حيث تطرح مجموعة من الأسئلة حول محاور الموضوع , أو توزّع استفتاءات تقيس مدى
التقدّم الحاصل بعد المناقشة .
و
لعلّ أبرز مميزات هذه الطريقة هي :
أ-
تزيد
من إيجابيّة التلميذ و مشاركته الفعّالة في الحصول على المعرفة .
ب-
تنمّي
لدى المتعلّم مهارات اجتماعيّة ؛لأنّها تعوّده الحديث و الإصغاء و آداب الحوار و
المناقشة .
ت-
تنمّي
لدى المتعلّم مفهوم الذات ؛ عندما يحسّ بأنّه قادر على المناقشة والمشاركة
والتفاعل .
ث-
يمكن
استخدام هذه الطريقة في الصفّ التقليديّ العاديّ ,؛ أي أنّها لا تحتاج إلى تجهيزات
إضافيّة.
غير أنّ هناك بعض الانتقادات التي توجّه إلى هذه الطريقة , منها :
1- تتطلّب معلّمين مهرة في ضبط الصفّ , وإدارة الحوار .
2- تتطلب معلمين مهرة
في صوغ الأسئلة , وطريقة
توجيهها , بحيث تراعي الفروق الفرديّة , وتتناول المستويات المعرفيّة المختلفة .
3- غالباً ما تستبعد هذه
الطريقة الموادّ الحسيّة , والأجهزة التعليميّة ؛ ممّا يحرم التلميذ التعلّم
بالخبرة المباشرة .
4- قد تتحوّل هذه الطريقة إلى
طريقة رتيبة مملّة إذا اعتاد المعلّم تكليف التلاميذ تحضير الدرس في البيت ؛
لمناقشتهم بمضامينه لاحقاً في الصفّ .
ويمكن تحسين هذه الطريقة , وتلافي عيوبها بلجوء
المعلّم إلى ما يأتي :
-
تحديد عناصر الموضوع الذي سيناقشه , وأبعاد كلّ عنصر قبل المناقشة .
-
إعداد أسئلة منظّمة تغطي جوانب الموضوع كافة .
-
التزام قواعد طرح السؤال , وتنقيح إجابات الطلبة , وبلورتها , وتعزيزها .
- إرشاد الطلبة إلى سبل
الوصول إلى الحقائق المتصلة
بموضوع المناقشة .
- حفز الطلاب على الاشتراك
في المناقشة .
- ربط عناصر الموضوع بحيث تغدو كلاًّ
واحداً ذا معنى .
- تذكير الطلبة بين آن
وآخر بجوهر الموضوع الذي تتمحور حوله المناقشة .
- التلخيص بين آن وآخر لما
تمّ التوصّل إليه من نتائج حول موضوع المناقشة .
- المحافظة على سير اتجاه
المناقشة نحو الأهداف المتفق عليها بشكل متتال .
- استخدام مختلف أنواع
التقويم , وخاصّة التقويم الذاتي الذي يرصد مدى تقدّم الطلبة.
- إبقاء الموقف التدريسيّ حيّاً ومثيراً
وجديداً ؛ من خلال عدم تكليف الطلبة إعداد الموضوع في البيت بشكل دائم " .
ت- طريقة العرض أو
البيان العمليّ :
يقوم
المعلّم وفق هذه الطريقة بأداء المهارات أو الحركات موضوع التعلّم أمام التلاميذ ,
وقد يكرّر المعلّم الأداء , ويكرّر الطلبة النابهون أداء المهارة المقرّرة بعده
وتحت إشرافه أوّلاً , ثمّ يقوم باقي التلاميذ بتكرار الأداء حتّى إتقانه .
وقد
يستخدم المعلّم بعض الأفلام أو التسجيلات التي تعرض الأداء يشكله النموذجيّ (
إلقاء قصيدة , قراءة درس , إنشاد نشيد , أداء حركة ....إلخ ؛ ولنجاح طريقة العرض , لا بدّ من توافر الشروط
الآتية :
-
التقديم للعرض بصورة مشوّقة ؛ لضمان انتباه التلاميذ لعرض المهارة أو المهارات
المقرّرة .
-
إشراك التلاميذ في أداء المهارة , وكذلك إشراكهم في مساعدة المعلّم على العرض لزيادة فاعليّتهم .
-
تنظيم التلاميذ في مكان العرض , بحيث يسمح لكلّ منهم رؤية المهارات المعروضة أو
سماعها .
إنّ
طرائق التدريس العامّة السابقة ( المحاضرة , المناقشة , البيان العمليّ ) طرائق
أساسيّة لا يستغني عنها المعلّم في تدريس أجزاء من مادّة تخصّصه , أيّاً كان هذا
التخصّص , وهي تناسب التدريس الجمعيّ السائد في مدارسنا .
وعلى
الرغم من حضور الطرائق الثلاث السابقة وفاعليّتها , فهي تصنّف على أنّها طرائق تقليديّة , حيث
ظهرت أساليب وإستراتيجيّات وطرائق حديثة فرضتها المتغيّرات الجديدة في التربية
وعلم النفس , وازدياد الاهتمام بمخرجات التعليم , والتركيز على مراعاة معايير
الجودة الشاملة في المناهج والطرائق والوسائل والتقنيات والأنشطة , ومن تلك
الطرائق :
أ- التعلّم بالإتقان :
عرّف بعضهم إتقان التعلّم بأنّه حصول
أكثر من 80 % من الطلاّب على أكثر من 80 % من الدرجات , وتقوم هذه الطريقة على جعل
المتعلّم يتعلّم إلى أقصى درجة ممكنة تشعره بالتفوّق في الإنجاز , هذا التفوّق
الذي يشكّل دافعاً له للاستمرار في التعلّم بكلّ نشاط وفاعليّة , وتمرّ هذه
الطريقة بثلاث مراحل أساسيّة , هي :
1- مرحلة الإعداد :
وفي هذه المرحلة يقوم
المعلّم بتحليل الدرس إلى حقائقه الأوليّة , أو وحداته الفكريّة التي يريد إيصالها
إلى المتعلّمين , ووضع أهداف تدريسيّة مصوغة بشكل دقيق وواضح وقابل للملاحظة
والقياس , وقياس مستوى الطلاّب قبل التعلّم , وتشخيص نقاط ضعفهم ؛ لتحديد نقطة
البداية في التعلّم , وتحديد إجراءاته التدريسيّة , والوسائل المناسبة المؤدّية إلى تحقيق الأهداف.
2- مرحلة التعلّم الفعليّ
:
وتمثّل هذه المرحلة قيام الطلبة
بالتعلّم الفعليّ لحقائق الدرس ووحداته التي حدّدت في مرحلة الإعداد , واستيعابها
, بحيث لا يتمّ الانتقال من نقطة إلى
النقطة التالية من نقاط الدرس وحقائقه إلّا بعد إتقان النقطة السابقة ، وتنفيذ كل
النشاطات والمهام المطلوبة ، وإجراء التقويم التكوينيّ أو البنائيّ في أثناء
التعلّم ؛بهدف تحديد التوجيه الصحيح للتعلّم ، والتأكّد من الاستيعاب الدقيق لكلّ
فكرة قبل التعلّم الجديد.
3- مرحلة التحقّق من إتقان
التعلّم :
وتهدف هذه المرحلة إلى التأكد من تحقيق
الأهداف المحددة للدرس كاملاً بدرجة من الإتقان ، وتتضمّن إجراء التقويم الختاميّ لكلّ نقطة من نقاط الدرس , ويتمّ تصحيح الاختبار فوريّاً ,
ويخطر المتعلّم بنتائج أدائه في الحال ،
فإذا اجتاز المتعلّم الاختبار بنجاح , يحقّ له متابعة التعلّم , والانتقال إلى
الدرس التالي من دروس المقرّر , وهكذا .
وغالباً
ما تستخدم هذه الطريقة في التعلّم المبرمج بوساطة الحاسوب .
ب- أسلوب حلّ المشكلات :
المشكلة هي صعوبة يتطلّب تجاوزها إعمال
الفكر , وأسلوب حلّ المشكلات في التعليم : هو منهج علميّ يبدأ باستثارة تفكير
الطالب بوجود مشكلة ما تستحقّ التفكير ، والبحث عن حلّ وفق خطوات علميّة محدّدة ، ومن خلال ممارسة عدد من
النشاطات التعليميّة .
ولكي ينجح هذا الأسلوب في
المواقف التعليميّة لا بدّ من توافر جملة من الشروط في الموقف التعليميّ المشكل ,
منها :
- أن يحقّق حلّ المشكلة
جملة من الأهداف التربويّة التي تنمّي تفكير المتعلّمين ومهاراتهم .
- أن تتوافر لدى المتعلّم
الدافعيّة لتحقيق الأهداف , والإصرار على تجاوز الصعوبات .
- أن تكون المشكلة على
درجة من الأهميّة للمتعلّم , بحيث تستثيره للعمل على حلّها .
- أن تكون المشكلة على
درجة مناسبة من الصعوبة بحيث تتحدّى قدرات المتعلّم من جهة , ولا تولّد لديه
الإحباط , أو تفقده الثقة بنفسه من جهة ثانية .
أمّا خطوات هذا الأسلوب
التعليميّ فتتمثّل بـ :
o الإحساس
أو الشعور بالمشكلة .
o تحديد
المشكلة
o جمع
المعلومات عن المشكلة .
o وضع
الفروض .
o التحقّق
من الفروض .
o الوصول
إلى الحلّ الأمثل , والتأكّد من صحّته .
o تعميم
الحلّ .
ت- أسلوب العصف الذهني ( تداعي
الأفكار ) :
أسلوب تعليميّ يهدف إلى توسيع خيال
المتعلّمين من خلال السماح لهم بإطلاق العنان للتفكير بحريّة تامّة في مسألة ، أو
مشكلة ما ؛ بحثاً عن أكبر عدد من الحلول الممكنة , واختيار المناسب منها بعد مرحلة
فرز وتقويم جماعيّة .
ولكي يكون هذا الأسلوب
ناجحاً في تحقيق الأهداف المرجوّة من استخدامه , لا بدّ من مراعاة بعض الأسس
والقواعد في جلسة العصف الذهني , منها :
- تشجيع الأفكار الصادرة
عن المشاركين في الجلسة مهما بدت ضعيفة ، أو تافهة ، ما دامت مرتبطة بموضوع الجلسة
, ولا تخلّ بالأخلاق العامّة , والمبادئ والمعتقدات الدينيّة , أو تنطوي على
التحامل الشخصيّ.
- إتاحة الفرصة لإعطاء أكبر عدد ممكن من الأفكار .
- التركيز على الكم
المتولد من الأفكار .
- الأفكار المطروحة ملك
للجميع .
- يمكن تحسين الأفكار
المتشابهة بالدمج بين أكثر من فكرة , أو حذف بعض أجزاء الفكرة الواحدة أو الإضافة
إليها , أو إعادة صوغها .
أمّا خطوات تطبيق جلسة
العصف الذهنيّ في الموقف التعليمي , فهي :
أ-
تهيئة
المتعلمين .
ب-
اختيار
أحد الطلبة لتدوين الأفكار .
ت-
تمهيد
عن المشكلة للتأكد من استيعاب الطلاب لها .
ث-
تحديد
المشكلة المطروحة للنقاش .
ج-
تحديد
الوسائل المصاحبة .
ح-
تذكير
بالقواعد والمبادئ اللازمة لتطبيق الأسلوب .
خ-
البدء
بطرح الأسئلة , وتدوين الإجابات .
د-
تحسين
الإجابات بالحذف أو الإضافة أو الدمج .
ذ-
تدوين
الأفكار الجديدة الناتجة عن جلسة العصف الذهنيّ .
ث- التعلم بالاكتشاف :
التعلّم بالاكتشاف هو " التعلّم
الذي يحدث نتيجة لمعالجة المتعلّم المعلومات , وتركيبها , وتحويلها ؛ حتّى يصل إلى
معلومات جديدة , وهو عند أوزبل : موقف تعلّميّ لا يعطى فيه المفهوم المراد تعلّمه
إلى التلميذ , أي تلقينه إيّاه, بل عليه أن يكتشف بنفسه قبل أن يتمثّله ذهنيّاً ,
بينما يرى بعضهم أنّ عمليّة الاكتشاف يتمّ فيها استخدام العمليّات العقليّة ؛
لاكتشاف بعض المعلومات مثل المفاهيم والعلاقات والحقائق , وتضمّ هذه العمليّات
الملاحظة والتصنيف والقياس والتنبّؤ والوصف والاستنتاج ".
وممّا سبق نرى أنّ التعلّم
بالاكتشاف هو طريقة تعليميّة قائمة على نشاط المتعلّم وفاعليّته , حيث يستطيع المتعلّم من خلاله التفاعل
مع بيئته , واستثمار قدراته العقليّة , ومناقشة الأمور , وإجراء التجارب العلميّة المختلفة
, بهدف الوصول إلى الحقائق والقواعد والنتائج بشكل مباشر يمكّنه من الإجابة على
التساؤلات .
وللتعلّم بالاكتشاف
نوعان :
-الاكتشاف الموجّه : حيث
يقوم المعلّم بتوجيه العمليّة التعليميّة بطريقة تؤدّي إلى اكتشاف الطلبة لحقائق
الدرس , ومعلوماته , وبالتالي إلى تحقيق الهدف من الدرس .
-الاكتشاف الحرّ : ويعمل الطلبة في هذا النوع من الاكتشاف بشكل مستقلّ دون تدخّل أو
توجيه من المعلّم بشكل
يمكّنهم من اكتشاف الحقائق المراد تعلّمها .
ج- تمثيل الأدوار أو لعب الأدوار :
ويمثّل هذا الأسلوب إلى
حدّ كبير الدور الفاعل للمتعلّم في العمليّة التعليميّة التعلّميّة , ويتلخّص في قيام الطلبة بتمثيل بعض المواقف , وتقمّص الشخصيّات ؛ من أجل اكتساب
الخبرة , وخطوات هذا الأسلوب :
· اختيار الموضوع (صالح للتطبيق ,مرتبط
بواقع الطالب ) .
· اعتماد مبادئ ( التطوّع , الحريّة ,
التزام الموضوع , الشموليّة , الوقت المحدّد , تعدّد وجهات النظر).
· عقد جلسة لتقويم النتائج , واستخلاص
الأفكار المشتركة " .
أسس نجاح الطريقة
في التدريس:
1.
إنّ
نجاح أيّ من الطرائق السابقة يعتمد على جملة من الأسس والمعايير , تتلخّص في
الإجابة عن الأسئلة الآتية :
2. هل تحقّق الطريقة أهداف الدرس ؟
3. هل تولّد الطريقة دافعيّة التعلّم لدى التلاميذ ؟
4. هل تناسب الطريقة مستوى نمو التلاميذ ؟
5. هل تنسجم الطريقة مع محتوى الدرس ؟
6.
هل
تشجّع الطريقة التلاميذ على مواصلة التعلّم في أثناء الدرس , وبعد انتهائه ؟
7.
هل
تتيح الطريقة المرونة الكافية للمعلّم لتعديلها , أو تغييرها عند بعض المواقف
الطارئة ؟
8.
هل
تتيح الطريقة المزاوجة بين الأسس السيكولوجيّة أو القواعد المنطقيّة في عرض
المعلومات , بحسب ظروف المتعلّم ؟
9. هل
تأخذ الطريقة بالحسبان الفروق الفرديّة بين المتعلّمين في القدرات والاتّجاهات والميول والرغبات؟
10. هل
توفّر الطريقة فرصاً يشعر المتعلمون فيها بالنجاح , واطّراد التقدّم ؟
11. هل
تتيح الطريقة للمتعلّم المشاركة الإيجابيّة والفاعلة في الدرس ؟
12. هل
تنمّي الطريقة تفكير المتعلّم , وتشجّعه على طرح الأسئلة والاستفسارات , وتستثير خبراته السابقة ؟
13. هل
تحمل الطريقة المتعلّمين على التتبّع والدراسة المستمرّة , واستنباط المعلومات من
الكتب الدراسيّة المقرّرة، وغير المقرّرة ؟
14. هل
تناسب الطريقة الوقت المخصّص للحصّة الدرسيّة ؟
المصدر :
بحث طرائق التدريس للدكتور غازي
مفلح – جامعة أم القرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق