الثلاثاء، 28 أبريل 2015

طرق التدريس - بحث طرائق التدريس للدكتور غازي مفلح – جامعة أم القرى

                             طرق التدريس
تشكّل طرائق التدريس مكوّناً هامّاً من مكوّنات المنهج , وتتجلّى أهميّتها في التأثير المتبادل بينها , وبين كلّ من مكوّنات المنهج الأخرى ؛ فلكلّ موضوع طرائقه المناسبة لأهدافه , ومحتواه , وموادّه التعليميّة , وأنشطته , وأساليب تقويمه ؛ ولذلك ينبغي على المدرّس أن يكون على دراية ووعي بأهداف المنهج ومحتواه ؛ ليتمكّن من صوغ أهداف درسه , ويوطّن نفسه على امتلاك مختلف طرائق التدريس , تقليديّها وحديثها , ويختار  أنسبها , وأجداها ؛ لتمكين المتعلّمين من استيعاب المعارف , واكتساب المهارات , وتشرّب القيم التي ينطوي عليها محتوى المنهج , وبالتالي تحقيق أهدافه .

1-    مفهوم طريقة التدريس :
يستعمل مصطلحا الطرائق والأساليب في المراجع العربيّة كالمترادفين , دون تمييز في كثير من الأحوال ," لكن يبدو أنّ الطرائق أكثر شموليّة من الأساليب , إذ تتضمّن عناصر التعليم والتعلّم , وتنظيم المحتوى , واستغلال الوسائل التعليميّة.... أي عناصر تحقيق الأهداف , أمّا الأساليب فهي ما يقوم به المعلّم فقط, أي أنّ الأسلوب هو جزء من الطريقة." 
فطريقة التدريس هي " ما يتّبعه المعلّم من خطوات متسلسلة متتالية ومترابطة لتحقيق هدف أو مجموعة من أهداف تعليميّة محدّدة " 
وأسلوب التدريس هو " مجموعة الأنماط التدريسيّة الخاصّة بالمعلّم والمفضّلة لديه " 
ومن أمثلة أساليب التدريس أن يستخدم المدرّس الطريقة الاستقرائيّة  , ويلجأ إلى أسلوب التعليم التعاوني مع بعض زملائه , أي قيام أكثر من معلّم بتنفيذ الدرس , فأحدهم يقدّم الإثارة , والثاني : يستقرئ الأمثلة بمشاركة الطلبة , والثالث يقوم بإجراء التقويم , وهكذا , بينما يستخدم معلّم آخر الطريقة ذاتها بالأسلوب التقليدي معتمداً على ذاته فقط .
2-   تصنيفات طرائق التدريس :
صنّف التربويّون طرائق التدريس تصنيفات عديدة اعتماداً على جملة من الأسس , كدور كلّ من المعلّم والمتعلّم , وأعداد المتعلّمين , وطبيعة التفاعل بين المعلّم والمتعلّمين , وطبيعة النشاط الفكريّ الحاصل , والصلاحيّة للموادّ الدراسيّة , وهذه التصنيفات هي :
*- التصنيف على أساس دور كلّ من  المعلّم والمتعلّم :
وفي ضوء هذا المعيار، معيار دور المعلّم والمتعلّم، نقسم طرائق التدريس إلى ما يأتي:
أ-طرائق يكون فيها الدور الفاعل للمعلّم , كطرائق المحاضرة والإلقاء والعرض .
ب-طرائق يكون فيها الدور الفاعل للمتعلّم , ويقتصر دور المعلّم على التوجيه , كطرائق التعلّم الذاتيّ (التعليم المبرمج , والحقائب التعليميّة, والبرامج المحوسبة , وغيرها ) .
  ت-طرائق تجمع بين دور المعلّم والمتعلّم كما هي الحال في المناقشة.
*- التصنيف على أساس عدد الطلبة , وتصنّف هنا ضمن فئتين :
أ-طرائق التدريس الجمعيّ , كالمحاضرة , والمناقشة ,وحلّ المشكلات , والتعلّم التعاونيّ .
ب-طرائق في التدريس الفرديّ  , كالتعليم المبرمج , والتعليم الحاسوبيّ .
*- التصنيف على أساس طبيعة التفاعل بين المعلّم والمتعلّم , وتصنف في فئتين :
أ‌-      طرائق يتمّ فيها التفاعل بين المعلّم والمتعلّم مباشرة , كالإلقاء والمناقشة , والعصف الذهنيّ .
ب‌-    طرائق يتمّ فيها التفاعل بين المعلّم والمتعلّم بصورة غير مباشرة , كالتدريس التلفزيونيّ عن طريق الدوائر المغلقة أو المفتوحة .
*- التصنيف على أساس النشاط الفكريّ , وتصنّف ضمن فئتين :
أ‌-     طرائق ينتقل فيها الفكر من العامّ إلى الخاصّ , ومن القاعدة إلى الأمثلة كالطريقة الاستنتاجيّة .
ب‌-    طرائق ينتقل فيها الفكر من الخاصّ إلى العامّ , كالطريقة الاستقرائيّة .
*- التصنيف على أساس الصلاحيّة للموادّ الدراسيّة , وتصنّف الطرائق ضمن فئتين :
أ‌- طرائق تدريس عامّة   تصلح لمختلف المواد , كالمحاضرة , والمناقشة .
ب- طرائق تدريس خاصة : تصلح لمادّة بعينها , كطرائق تدريس اللغة العربيّة , أو طرائق تدريس الاجتماعيّات أو العلوم , أو غيرها من الموادّ .
وسنستعرض فيما يأتي أبرز طرائق التدريس العامّة بشكل موجز  .  
2- أبرز طرائق التدريس العامّة :

أ-     طريقة المحاضرة أو الإلقاء :

تعدّ هذه الطريقة من أبرز الطرائق التي تتّصف بالسلوك اللّفظي للمعلّم ؛ لتحقيق الأهداف، فالمعلّم مرسل و التلميذ مستقبل ، فهي " تعتمد على قيام المعلّم بإلقاء المعلومات على الطلاّب مع استخدام السبورة أحياناً في تنظيم بعض الأفكار و تبسيطها، في حين يجلس الطفل هادئاً مستمتعاً مترقّباً دعوة المعلّم لترديد بعض ما سمعه من المعلّم ."
و لعلّ أبرز مزايا هذه الطريقة :
1- الاقتصاد في الوقت.
2- الاقتصاد في التجهيزات الخاصّة. 
3- تدريس مجموعات كبيرة من الطلاّب في وقت محدود.
4- توفير جوّ من الهدوء داخل حجرّة الدراسة.
أمّا النقد الموجّه إلى هذه الطريقة فهو :
1- تجعل الطالب سلبيّاً , و تهمل حاجته إلى النشاط و الفاعليّة اللازمة لنمو خبراته .
2- تؤدّي إلى شرود الطلاّب ذهنيّاً بسبب الملل الذي تحدثه هذه الطريقة لديهم.
3- تركّز على التعلّم المعرفي , وعلى المستوى البسيط منه( التذكّر) و تهمل المستويات الأخرى، إضافة إلى إهمالها مجاليّ التعلّم الآخرين: المجال المهاريّ و المجال الوجدانيّ .
4- تركّز على العرض اللفظيّ , و تهمل استخدام الوسائل الحسيّة , كالنماذج و المجسّمات و الصور , و يمكن تحسين المحاضرة من خلال : 
       أ‌-           الإعداد الجيّد.
    ب‌-        ترتيب عناصرها و فكرها.
    ت‌-        استخدام بعض الوسائل الإيضاحيّة.
    ث‌-        الربط بين فكرها.
    ج‌-         إتاحة المجال للمتلقّين لطرح الأسئلة , و الإجابة عن استفسارا تهم.
ب- المناقشة أو الحوار   
"وهي طريقة التدريس التي تعتمد على قيام المعلّم بإدارة حوار شفوي حول الموقف التدريسيّ ؛ بهدف الوصول إلى معطيات أو معلومات جديدة , و تختلف هذه الطريقة عن طريقة المحاضرة أو الإلقاء بأنّها توفّر جوّاً من النشاط في أثناء الدرس , و تتيح مشاركة الطلاب الفعّالة في عملية التعلّم بدلاً من أن ينفرد بها المعلّم.
أمّا خطوات طريقة المناقشة فهي :
· اختيار الموضوع المناسب , بالتنسيق مع الطلبة .
· التخطيط للمناقشة , ويشمل :
-  تحديد محاور الموضوع المناقش .
-  تقسيم الطلبة إلى مجموعات , وتكليف كلّ مجموعة البحث في واحد من تلك المحاور  .
-  إرشاد الطلبة إلى مصادر المعلومات المتعلّقة بالموضوع .
-  تحديد مكان المناقشة وزمانها .
       أ‌-           تنفيذ المناقشة , وتوخّي مشاركة الطلبة جميعهم فيها , مع المحافظة على آداب الحوار , واحترام الآراء , وعلميّة الطرح , ودعمه بالحجج والأدلّة , وتدوين النتائج المستخلصة .
    ب‌-        التقويم , حيث تطرح مجموعة من الأسئلة حول محاور الموضوع , أو توزّع استفتاءات تقيس مدى التقدّم الحاصل بعد المناقشة .
و لعلّ أبرز مميزات هذه الطريقة هي :
       أ‌-           تزيد من إيجابيّة التلميذ و مشاركته الفعّالة في الحصول على المعرفة .
    ب‌-        تنمّي لدى المتعلّم مهارات اجتماعيّة ؛لأنّها تعوّده الحديث و الإصغاء و آداب الحوار و المناقشة .
    ت‌-        تنمّي لدى المتعلّم مفهوم الذات ؛ عندما يحسّ بأنّه قادر على المناقشة والمشاركة والتفاعل .
    ث‌-        يمكن استخدام هذه الطريقة في الصفّ التقليديّ العاديّ ,؛ أي أنّها لا تحتاج إلى تجهيزات إضافيّة.
غير أنّ هناك بعض الانتقادات التي توجّه إلى هذه الطريقة , منها :
1-    تتطلّب معلّمين مهرة في ضبط الصفّ , وإدارة الحوار .
2- تتطلب معلمين مهرة في  صوغ الأسئلة , وطريقة توجيهها , بحيث تراعي الفروق الفرديّة , وتتناول المستويات المعرفيّة المختلفة .
3- غالباً ما تستبعد هذه الطريقة الموادّ الحسيّة , والأجهزة التعليميّة ؛ ممّا يحرم التلميذ التعلّم بالخبرة المباشرة .
4- قد تتحوّل هذه الطريقة إلى طريقة رتيبة مملّة إذا اعتاد المعلّم تكليف التلاميذ تحضير الدرس في البيت ؛ لمناقشتهم بمضامينه لاحقاً في الصفّ .
ويمكن تحسين هذه الطريقة , وتلافي عيوبها بلجوء المعلّم إلى ما يأتي :
- تحديد عناصر الموضوع الذي سيناقشه , وأبعاد كلّ عنصر قبل المناقشة .
- إعداد أسئلة منظّمة تغطي جوانب الموضوع كافة .   
- التزام قواعد طرح السؤال , وتنقيح إجابات الطلبة , وبلورتها , وتعزيزها .
- إرشاد الطلبة إلى سبل الوصول إلى  الحقائق المتصلة بموضوع المناقشة .
- حفز الطلاب على الاشتراك في المناقشة .
  - ربط عناصر الموضوع بحيث تغدو كلاًّ واحداً ذا معنى .
- تذكير الطلبة بين آن وآخر بجوهر الموضوع الذي تتمحور حوله المناقشة .
- التلخيص بين آن وآخر لما تمّ التوصّل إليه من نتائج حول موضوع المناقشة .
- المحافظة على سير اتجاه المناقشة نحو الأهداف المتفق عليها بشكل متتال .
- استخدام مختلف أنواع التقويم , وخاصّة التقويم الذاتي الذي يرصد مدى تقدّم الطلبة.
  - إبقاء الموقف التدريسيّ حيّاً ومثيراً وجديداً ؛ من خلال عدم تكليف الطلبة إعداد الموضوع في البيت بشكل دائم " .
ت- طريقة العرض أو البيان العمليّ :
يقوم المعلّم وفق هذه الطريقة بأداء المهارات أو الحركات موضوع التعلّم أمام التلاميذ , وقد يكرّر المعلّم الأداء , ويكرّر الطلبة النابهون أداء المهارة المقرّرة بعده وتحت إشرافه أوّلاً , ثمّ يقوم باقي التلاميذ بتكرار الأداء حتّى إتقانه .
وقد يستخدم المعلّم بعض الأفلام أو التسجيلات التي تعرض الأداء يشكله النموذجيّ ( إلقاء قصيدة , قراءة درس , إنشاد نشيد , أداء حركة ....إلخ ؛ ولنجاح طريقة العرض , لا بدّ من توافر الشروط الآتية :
- التقديم للعرض بصورة مشوّقة ؛ لضمان انتباه التلاميذ لعرض المهارة أو المهارات المقرّرة .
- إشراك التلاميذ في أداء المهارة , وكذلك إشراكهم في مساعدة المعلّم على العرض لزيادة فاعليّتهم .     
- تنظيم التلاميذ في مكان العرض , بحيث يسمح لكلّ منهم رؤية المهارات المعروضة أو سماعها .
إنّ طرائق التدريس العامّة السابقة ( المحاضرة , المناقشة , البيان العمليّ ) طرائق أساسيّة لا يستغني عنها المعلّم في تدريس أجزاء من مادّة تخصّصه , أيّاً كان هذا التخصّص , وهي تناسب التدريس الجمعيّ السائد في مدارسنا .
وعلى الرغم من حضور الطرائق الثلاث السابقة وفاعليّتها , فهي  تصنّف على أنّها طرائق تقليديّة , حيث ظهرت أساليب وإستراتيجيّات وطرائق حديثة فرضتها المتغيّرات الجديدة في التربية وعلم النفس , وازدياد الاهتمام بمخرجات التعليم , والتركيز على مراعاة معايير الجودة الشاملة في المناهج والطرائق والوسائل والتقنيات والأنشطة , ومن تلك الطرائق :
أ-  التعلّم بالإتقان   :
 عرّف بعضهم إتقان التعلّم بأنّه حصول أكثر من 80 % من الطلاّب على أكثر من 80 % من الدرجات , وتقوم هذه الطريقة على جعل المتعلّم يتعلّم إلى أقصى درجة ممكنة تشعره بالتفوّق في الإنجاز , هذا التفوّق الذي يشكّل دافعاً له للاستمرار في التعلّم بكلّ نشاط وفاعليّة , وتمرّ هذه الطريقة بثلاث مراحل أساسيّة , هي :  
1- مرحلة الإعداد :
وفي هذه المرحلة يقوم المعلّم بتحليل الدرس إلى حقائقه الأوليّة , أو وحداته الفكريّة التي يريد إيصالها إلى المتعلّمين , ووضع أهداف تدريسيّة مصوغة بشكل دقيق وواضح وقابل للملاحظة والقياس , وقياس مستوى الطلاّب قبل التعلّم , وتشخيص نقاط ضعفهم ؛ لتحديد نقطة البداية في التعلّم , وتحديد إجراءاته التدريسيّة , والوسائل  المناسبة المؤدّية إلى تحقيق الأهداف.
2- مرحلة التعلّم الفعليّ :
  وتمثّل هذه المرحلة قيام الطلبة بالتعلّم الفعليّ لحقائق الدرس ووحداته التي حدّدت في مرحلة الإعداد , واستيعابها , بحيث لا يتمّ الانتقال من نقطة  إلى النقطة التالية من نقاط الدرس وحقائقه إلّا بعد إتقان النقطة السابقة ، وتنفيذ كل النشاطات والمهام المطلوبة ، وإجراء التقويم التكوينيّ أو البنائيّ في أثناء التعلّم ؛بهدف تحديد التوجيه الصحيح للتعلّم ، والتأكّد من الاستيعاب الدقيق لكلّ فكرة قبل التعلّم الجديد.
3- مرحلة التحقّق من إتقان التعلّم :
 وتهدف هذه المرحلة إلى التأكد من تحقيق الأهداف المحددة للدرس كاملاً بدرجة من الإتقان ، وتتضمّن إجراء التقويم الختاميّ  لكلّ نقطة من نقاط الدرس ,  ويتمّ تصحيح الاختبار فوريّاً , ويخطر المتعلّم بنتائج أدائه في الحال  ، فإذا اجتاز المتعلّم الاختبار بنجاح , يحقّ له متابعة التعلّم , والانتقال إلى الدرس التالي من دروس المقرّر , وهكذا .
وغالباً ما تستخدم هذه الطريقة في التعلّم المبرمج بوساطة الحاسوب .
ب-  أسلوب حلّ المشكلات :
    المشكلة هي صعوبة يتطلّب تجاوزها إعمال الفكر , وأسلوب حلّ المشكلات في التعليم : هو منهج علميّ يبدأ باستثارة تفكير الطالب بوجود مشكلة ما تستحقّ التفكير ، والبحث عن حلّ  وفق خطوات علميّة  محدّدة ، ومن خلال ممارسة عدد من النشاطات التعليميّة .
ولكي ينجح هذا الأسلوب في المواقف التعليميّة لا بدّ من توافر جملة من الشروط في الموقف التعليميّ المشكل , منها :
- أن يحقّق حلّ المشكلة جملة من الأهداف التربويّة التي تنمّي تفكير المتعلّمين ومهاراتهم .
- أن تتوافر لدى المتعلّم الدافعيّة لتحقيق الأهداف , والإصرار على تجاوز الصعوبات .
- أن تكون المشكلة على درجة من الأهميّة للمتعلّم , بحيث تستثيره للعمل على حلّها .
- أن تكون المشكلة على درجة مناسبة من الصعوبة بحيث تتحدّى قدرات المتعلّم من جهة , ولا تولّد لديه الإحباط , أو تفقده الثقة بنفسه من جهة ثانية .
أمّا خطوات هذا الأسلوب التعليميّ فتتمثّل بـ :
o     الإحساس أو الشعور بالمشكلة .
o     تحديد المشكلة  
o     جمع المعلومات عن المشكلة .
o     وضع الفروض  .
o     التحقّق من الفروض  .
o     الوصول إلى الحلّ الأمثل , والتأكّد من صحّته .
o     تعميم الحلّ .
ت-  أسلوب العصف الذهني ( تداعي الأفكار ) :
        أسلوب تعليميّ يهدف إلى توسيع خيال المتعلّمين من خلال السماح لهم بإطلاق العنان للتفكير بحريّة تامّة في مسألة ، أو مشكلة ما ؛ بحثاً عن أكبر عدد من الحلول الممكنة , واختيار المناسب منها بعد مرحلة فرز وتقويم جماعيّة .
ولكي يكون هذا الأسلوب ناجحاً في تحقيق الأهداف المرجوّة من استخدامه , لا بدّ من مراعاة بعض الأسس والقواعد في جلسة العصف الذهني , منها :
- تشجيع الأفكار الصادرة عن المشاركين في الجلسة مهما بدت ضعيفة ، أو تافهة ، ما دامت مرتبطة بموضوع الجلسة , ولا تخلّ بالأخلاق العامّة , والمبادئ والمعتقدات الدينيّة , أو تنطوي على التحامل الشخصيّ.
- إتاحة الفرصة لإعطاء  أكبر عدد ممكن من الأفكار .
- التركيز على الكم المتولد من الأفكار .
- الأفكار المطروحة ملك للجميع .
- يمكن تحسين الأفكار المتشابهة بالدمج بين أكثر من فكرة , أو حذف بعض أجزاء الفكرة الواحدة أو الإضافة إليها , أو إعادة صوغها .
أمّا خطوات تطبيق جلسة العصف الذهنيّ في الموقف التعليمي , فهي :
       أ‌-           تهيئة المتعلمين .
    ب‌-        اختيار أحد الطلبة لتدوين الأفكار .
    ت‌-        تمهيد عن المشكلة للتأكد من استيعاب الطلاب لها .
    ث‌-        تحديد المشكلة المطروحة للنقاش .
    ج‌-         تحديد الوسائل المصاحبة .
    ح‌-         تذكير بالقواعد والمبادئ اللازمة لتطبيق الأسلوب .
    خ‌-         البدء بطرح الأسئلة , وتدوين الإجابات .
      د‌-           تحسين الإجابات بالحذف أو الإضافة أو الدمج .
      ذ‌-           تدوين الأفكار الجديدة الناتجة عن جلسة العصف الذهنيّ .
ث-  التعلم بالاكتشاف :
        التعلّم بالاكتشاف هو " التعلّم الذي يحدث نتيجة لمعالجة المتعلّم المعلومات , وتركيبها , وتحويلها ؛ حتّى يصل إلى معلومات جديدة , وهو عند أوزبل : موقف تعلّميّ لا يعطى فيه المفهوم المراد تعلّمه إلى التلميذ , أي تلقينه إيّاه, بل عليه أن يكتشف بنفسه قبل أن يتمثّله ذهنيّاً , بينما يرى بعضهم أنّ عمليّة الاكتشاف يتمّ فيها استخدام العمليّات العقليّة ؛ لاكتشاف بعض المعلومات مثل المفاهيم والعلاقات والحقائق , وتضمّ هذه العمليّات الملاحظة والتصنيف والقياس والتنبّؤ والوصف والاستنتاج ".
وممّا سبق نرى أنّ التعلّم بالاكتشاف هو طريقة تعليميّة قائمة على نشاط المتعلّم وفاعليّته , حيث  يستطيع المتعلّم من خلاله التفاعل مع بيئته , واستثمار قدراته العقليّة , ومناقشة الأمور ,  وإجراء التجارب العلميّة المختلفة , بهدف الوصول إلى الحقائق والقواعد والنتائج بشكل مباشر يمكّنه من الإجابة على التساؤلات .
وللتعلّم بالاكتشاف نوعان :
-الاكتشاف الموجّه  : حيث يقوم المعلّم بتوجيه العمليّة التعليميّة بطريقة تؤدّي إلى اكتشاف الطلبة لحقائق الدرس , ومعلوماته , وبالتالي إلى تحقيق الهدف من الدرس .
-الاكتشاف الحرّ : ويعمل الطلبة في هذا النوع من الاكتشاف بشكل مستقلّ دون تدخّل أو توجيه من  المعلّم بشكل يمكّنهم من اكتشاف الحقائق المراد تعلّمها .
ج-  تمثيل الأدوار أو لعب الأدوار :
ويمثّل هذا الأسلوب إلى حدّ كبير الدور الفاعل للمتعلّم في العمليّة التعليميّة التعلّميّة , ويتلخّص في قيام الطلبة بتمثيل بعض المواقف , وتقمّص الشخصيّات ؛ من أجل اكتساب الخبرة , وخطوات هذا الأسلوب :
·   اختيار الموضوع (صالح للتطبيق ,مرتبط بواقع الطالب )  .
·   اعتماد مبادئ ( التطوّع , الحريّة , التزام الموضوع , الشموليّة , الوقت المحدّد , تعدّد وجهات النظر).
·   عقد جلسة لتقويم النتائج , واستخلاص الأفكار المشتركة " .
أسس نجاح الطريقة في التدريس:
1.     إنّ نجاح أيّ من الطرائق السابقة يعتمد على جملة من الأسس والمعايير , تتلخّص في الإجابة عن الأسئلة الآتية :
2.     هل تحقّق الطريقة أهداف الدرس ؟  
3.     هل تولّد الطريقة دافعيّة التعلّم لدى التلاميذ ؟
4.     هل تناسب الطريقة مستوى نمو التلاميذ ؟
5.     هل تنسجم الطريقة مع محتوى الدرس ؟
6.     هل تشجّع الطريقة التلاميذ على مواصلة التعلّم في أثناء الدرس , وبعد انتهائه ؟
7.     هل تتيح الطريقة المرونة الكافية للمعلّم لتعديلها , أو تغييرها عند بعض المواقف الطارئة ؟
8.     هل تتيح الطريقة المزاوجة بين الأسس السيكولوجيّة أو القواعد المنطقيّة في عرض المعلومات , بحسب ظروف المتعلّم ؟
9. هل تأخذ الطريقة بالحسبان الفروق الفرديّة بين المتعلّمين في القدرات والاتّجاهات  والميول والرغبات؟
10.    هل توفّر الطريقة فرصاً يشعر المتعلمون فيها بالنجاح , واطّراد التقدّم ؟
11. هل تتيح الطريقة للمتعلّم المشاركة الإيجابيّة والفاعلة في الدرس ؟
12.  هل تنمّي الطريقة تفكير المتعلّم , وتشجّعه على طرح الأسئلة والاستفسارات ,  وتستثير خبراته السابقة ؟
13. هل تحمل الطريقة المتعلّمين على التتبّع والدراسة المستمرّة , واستنباط المعلومات من الكتب الدراسيّة المقرّرة، وغير المقرّرة ؟
14.  هل تناسب الطريقة الوقت المخصّص للحصّة الدرسيّة ؟


المصدر :
بحث طرائق التدريس للدكتور غازي مفلح – جامعة أم القرى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق