الثلاثاء، 28 أبريل 2015

مقالة عن مفهوم طرق التدريس - إعداد أ/ أيمن محمد أبو بكر


مقالة عن مفهوم طرق التدريس - إعداد أ/ أيمن محمد أبو بكر

طريقة التدريس هي أحد المكونات الهامة والرئيسة في منظومة المنهج، حيث تشتمل على كافة الطرق والأساليب والمداخل، والنماذج والاستراتيجيات التدريسية التي يعتمد عليها المعلم، لنقل خبرات المنهج المتنوعة إلى المتعلم، بما يحقق له أكبر قدر من الأهداف في أقل وقت وبأقل جهد، ومع تحقيق قدر من الاستمتاع لكل من المعلم والمتعلم خلال عمليتي التعليم والتعلم. وطريقة التدريس هي جملة من الإجراءات والأنشطة والمهام وخبرات التعلم، التي يتم اختيارها وتحديدها لدراسة محتوى المادة وتحقيق عملية التعلم، كما أنها تشمل بيانا بكيفية تنفيذ الأنشطة والقيام بالمهام المنوطة بالمعلم، وكذلك المهام المنوطة بالمتعلم، كما أنها توضح الإجراءات التي سوف تستخدم لتحقيق الأهداف التعليمية المحددة مسبقا، واضعة في الاعتبار طبيعة المتعلم وطبيعة المادة وموضوع الدرس والأهداف وبيئة التعلم.
وعندما ننظر إلى مفهوم طرق التدريس نظرة تفحص وتمعن؛ فإن الطريقة هي مصطلح عام يشير إلى إجراءات وخطوات محددة، يتبعها الفرد عند إنجاز مهمة أو عمل محدد، كطريقة التدريس وطريقة التعلم وطريقة التفكير وطريقة التقويم وما إلى ذلك من الطرق. وطريقة التدريس هي مجوعة الخطوات والإجراءات التي يقوم بها المعلم، ولذلك فإن آثارها تظهر على نتائج المتعلمين. وفي الأدب الأجنبي يراد بطريقة التدريس باللغة الأجنبية وإذا كانت طرق التدريس فهي وهي بعبارة أخرى أو بلغة أخرى يراد ب مجموعة التحركات التي يقوم بها المعلم أثناء الموقف التعليمي التعلمي، التي تحدث بشكل منتظم ومتسلسل لتحقيق الأهداف التدريسية المحددة مسبقا، كما تعرف طرق التدريس بأنها ما يتبعه المعلم من خطوات متسلسلة متتالية مترابطة؛ لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف تعليمية محددة، ولا يوجد أي ضمان لجودة طريقة ما من طرق التدريس إلا المعلم ذاته.
ويعتمد ذلك بصفة خاصة على عدة عوامل؛ من أهمها: أن يختار المعلم الطريقة المناسبة لأهداف الموضوع الذي يريد تدريسه، وأن يكون لدى المعلم المهارات التدريسية اللازمة لتنفيذ طريقة التدريس التي يختارها بنجاح، وأن يكون لدى المعلم السمات والخصائص الشخصية التي تؤهله لتنفيذ طريقة التدريس المختارة بنجاح، إلى جانب تلك العوامل فهناك عامل آخر وعلى درجة كبيرة من الأهمية، يتحدد على ضوئه نجاح أو فشل طرق التدريس، هذا العامل هو استعداد المعلم لممارسة التدريس واقتناعه بأهمية عمله بتلك المهنة، وحبه لهذا العمل ومفهومه عن ذاته ومفهومه عن رؤية الآخرين له.
ولا يمكن أن نتحدث عن طريقة واحدة للتدريس لكننا يجب أن نتحدث دائما عن طرق، أو طرائق متعددة للتدريس، حيث ينتقي القائم بالتدريس -وهو المعلم- من بين هذه الطرق ما يتناسب وطبيعة الموقف التدريسي، والمحتوى موضع التدريس والمتعلم وخصائصه والإمكانات المتاحة، وذلك على ضوء الأهداف المراد تحقيقها من جانب عملية التدريس، وهذا يعني أن توجد طريقة تدريس دائما هي الأفضل والأجود على الإطلاق، ولكن لكل طريقة من طرق التدريس موقف تناسبه وبيئة يتم استخدامها فيها، وتكون هي الأكثر فاعلية من غيرها آنئذ في هذا الموقف التدريسي على وجه التحديد.
ويمكن تصنيف طرق التدريس على ضوء عدة أسس؛ فتصنف من حيث تطورها إلى طرق تدريس تقليدية قديمة مثل: طريقة المحاضرة، وطرق تدريس حديثة مثل: حل المشكلات والاكتشاف والتدريس بالكمبيوتر والإنترنت، كما تصنف من حيث محور ارتكازها إلى طرق تدريس محورها المعلم كالإلقاء، وطرق تدريس محورها المتعلم كالتعليم المبرمج، وطرق تدريس محورها المعلم والمتعلم معا كالحوار والمناقشة، وتصنف طرق التدريس أيضًا على ضوء عدد الدارسين إلى طرق تدريس فردية كالتعليم بالكمبيوتر، وطرق تدريس جماعية كالمحاضرات والندوات والمناظرات، وما إلى ذلك، وتصنف أيضًا على ضوء عدد المعلمين إلى طرق تدريس من معلم واحد، وطرق تدريس بفريق من المعلمين، إلى غير ذلك من التصنيفات.
ويرى البعض أن طرق التدريس هي نفسها أساليب التدريس، وهي أيضًا استراتيجية التدريس وهي أيضًا نماذج التدريس، أي أن هذه المصطلحات مترادفة، في حين يرى البعض الآخر أن هناك فارقا بينها، ويرى البعض أن هناك تداخلًا كبيرًا بين تلك المصطلحات لدرجة يصعب معها التمييز بينها، لكن مع ذلك يمكن الفصل بينها ووضع تعريفات دقيقة مميزة لكل منها.
وفيما يلي تعريف لبعض المصطلحات ذات العلاقة بطريقة التدريس:
المصطلح الأول: مفهوم أساليب التدريس؛ تعرف أساليب التدريس بأنها فنيات وإجراءات خاصة، يتبعها المعلم عند تنفيذه لعملية التدريس؛ بهدف تحقيق أهداف تعليمية محددة وتميزه عن غيره من المعلمين. كما يشار أيضًا إلى أسلوب التدريس بأنه عبارة عن توليفة من الأنماط التدريسية، التي يتسم بها المعلم خلال تعامله مع الموقف التعليمي التعلمي وتميزه عن غيره من المعلمين، وهذا يعني أن أسلوب التدريس هو الإطار العام المميز للمعلم، الذي يشمل أكثر من طريقة للتدريس يفاضل بينها المعلم، ليكون له أسلوبه الخاص، كما يشار أيضًا إلى أن أساليب التدريس تمثل اللبنات الأساسية التي تقوم عليها طريقة التدريس التي يتبعها المعلم، وهذا يعني أن أسلوب التدريس المفضل لدى المعلم ينعكس -بشكل أو بآخر- على طريقة التدريس التي يختارها.
ويمكن تصنيف أساليب التدريس في خمس مجالات رئيسة وهي:
أساليب مهنة التدريس وتشتمل: أسلوب الروتين الإداري، أسلوب الاحتراف أو أسلوب الحرفي، أسلوب الخبير البارع أو أسلوب البراعة، أسلوب المبتكر أو الأسلوب الابتكاري.
أساليب التعامل مع التلاميذ وتشمل: الأسلوب الفوضوي أو التسيبي، أسلوب التحفيز الإنساني، الأسلوب الإنساني العادل أو المعلم الديمقراطي، الأسلوب السلطوي أو التسلطي.
أساليب معالجة المادة الدراسية وتقديمها وتشمل: أسلوب المحاضرة، أسلوب مناقشة المجموعات الصغيرة والتعلم من خلال المجموعات الصغيرة، أسلوب خبرات التعلم، الأسلوب التحليلي التشخيصي.
أساليب تنظيم البيئة الدراسية وتشمل: الأسلوب الجماعي التقليدي، أسلوب المجموعات الصغيرة المتنوعة، الأسلوب المفتوح أو المرن، الأسلوب الفردي أو التفريدي.
أساليب عامة للتدريس وتشمل: الأسلوب الانتقائي للتدريس، الأسلوب المنظومي للتدريس، وإلى جانب هذه الأنواع والتصنيفات لأساليب التدريس هناك تصنيفات وأنواع أخرى. مثل: أساليب الاتصال داخل غرفة الصف، أسلوب الاتصال اللفظي والاتصال غير اللفظي والاتصال الحركي، وأساليب تنويع المثيرات والوسائط داخل غرفة الصف الدراسي، وتختلف أساليب التدريس عن أساليب التعلم ، تلك التي تعرف بأنها سلوكيات معرفية أو انفعالية أو فسيولوجية يتصف بها المتعلمون، وتعمل كمؤشرات ثابتة نسبيا للكيفية التي يدرك بها هؤلاء المتعلمون بيئتهم التعليمية، ويتعاملون معها ويستجيبون لها، وهي أيضًا الفنيات والإجراءات التي يتبعها المتعلم ذاتيا لاكتساب خبرات جديدة، ويشمل أسلوب التعلم أربعة جوانب في المتعلم هي: أسلوبه المعرفي وأنماط اتجاهاته واهتماماته، وميله إلى البحث عن مواقف التعلم المطابقة لأنماط تعلمه، وميله إلى استخدام استراتيجيات تعلم محددة دون غيرها من الاستراتيجيات.
ومجمل القول وخلاصته: أن أساليب التدريس هي أنماط وفنيات خاصة، يفضل المعلم اتباعها لنقل خبراته إلى المتعلم خلال عملية التدريس، وتميزه عن غيره من المعلمين، أما أساليب التعلم فهي أنماط وفنيات مفضلة لدى المتعلم نفسه يتبعها لاكتساب خبرات محددة، أو تنميتها أو لتيسر عليه عملية تعلم تلك الخبرات، حيث تختلف أساليب التعلم أيضًا من متعلم لآخر.
المصطلح الثاني: مفهوم مداخل التدريس؛ والأصل اللغوي لكلمة مدخل هو الفعل دخل والمضارع منه يدخل دخولا ومدخلا، والمدخل بفتح الميم يعني الدخول وموضع الدخول فنقول: دخل مدخلا حسنا ودخل مدخل صدق، والمدخل بضم الميم هو اسم المفعول من أدخل فنقول: أدخله مدخل صدق، والمدخل هنا هو الشيء موضع الإدخال، وعلى ذلك يصح لنا أن نقول: مدخلا تدريسيا بفتح الميم للإشارة إلى كيفية الدخول لتدريس، أي موضوع أو مجال، أو مدخلا تدريسيا بضم الميم، للإشارة إلى أي مكون أو عنصر من مدخلات عملية التدريس، لكن المقصود هنا هو المصطلح الأول.
وتعرف مداخل التدريس بأنها الأسس والمبادئ والمنطلقات، التي تستند إليها طريقة أو أسلوب ما من طرق التدريس وأساليبه، سواء كانت هذه الأسس أكاديمية أو مهنية تربوية أو اجتماعية أو نفسية، إلى غير ذلك من الطرق والأسس، بمعنى آخر فإن مدخل التدريس يمثل الخطوط النظرية العامة التي تكمن خلف أية طريقة من طرق التدريس، أو أسلوب من أساليبه، ويعد مدخل التدريس بمثابة الإطار الفلسفي الذي يكمن خلف طرائق التدريس وأساليبه، حيث يقصد بمدخل التدريس مجموعة من الأسس والمبادئ والمنطلقات التي تستند إليها طريقة، أو أسلوب من طرق التدريس وأساليبه، سواء أكانت هذه الأسس أكاديمية متخصصة أو تربوية مهنية أو اجتماعية محددة أو نفسية، إلى غير ذلك.
وهناك مداخل عديدة للتدريس؛ من أهمها: المدخل الاجتماعي وهو أحد مداخل التدريس، حيث ينظر إلى التدريس على أنه عملية اجتماعية، يجب أن تركز على العلاقات الاجتماعية بين المتعلمين بعضهم البعض من جهة، وبينهم وبين معلميهم من جهة أخرى، كما يجب أن تركز أيضًا على مدى العلاقات الاجتماعية بين مؤسسات التعليم، وغيرها من مؤسسات المجتمع الأخرى، وعلى الدور الذي ينبغي أن تقوم به مؤسسات التعليم لخدمة أفراد المجتمع، وتحقيق أهداف المجتمع في هؤلاء الأفراد.
المدخل الثاني هو: المدخل البيئي؛ وهو أحد أهم مداخل التدريس التي ظهرت في السنوات الأخيرة؛ كرد فعل لتفاقم مشكلات البيئة واستنزاف الإنسان لمواردها، حيث يركز هذا المدخل على كيفية ربط المناهج الدراسية بمشكلات البيئة وقضاياها، من حيث تحليل أسبابها والنتائج المترتبة عليها ودور الإنسان في الحد منها والعمل على حلها، كما يركز هذا المدخل على دور مؤسسات التعليم في خدمة البيئة، وإسهام تلك المؤسسات في حل مشكلات البيئة وقضاياها.
كما أن هناك مدخل العلم والتكنولوجيا، وهو مدخل للتدريس ظهر حديثا؛ نتيجة الانتقادات الحادة التي وجهت لتدريس العلوم بنظامه التقليدي المعتاد، حيث دعا هذا المدخل الجديد إلى ضرورة تركيز تعليم العلوم على طبيعة العلاقة بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع، وكيفية التفاعل فيما بينهم والقضايا الناتجة عن هذا التفاعل، كما أن هناك المدخل التكنولوجي؛ وهو أحد المداخل الحديثة التي نادت بإدخال التقنية أو التكنولوجيا إلى نظم التعليم، من خلال المناهج التعليمية والدراسية.
وهناك أيضًا المدخل التكاملي، ومدخل التكامل أو المدخل التكاملي هو أحد المداخل المهمة لبناء المناهج وتطويرها، وكذلك أحد مداخل التدريس أيضًا، حيث يركز هذا المدخل على العلاقات التكاملية الأفقية بين موضوعات المنهج الواحد.
وهناك مدخل كشفي وهو أحد مداخل التدريس، الذي يركز على إيجابية المتعلم واكتسابه الخبرات من خلال اكتشافه لها بنفسه، سواء تم هذا الاكتشاف بتوجيه المعلم له أو بدون توجيه من المعلم، ويوجد لهذا المدخل ثلاثة مستويات هي: المدخل الكشفي الموجه، ومدخل الكشف شبه الموجه، والمدخل الكشفي غير الموجه.
المصطلح الثالث: مفهوم نماذج التدريس، فهناك نماذج التعليم والتعلم التي تعرف أيضًا بنماذج الاتصال التعليمي، وهي المخططات التي توضح علاقة عناصر عمليتي التعليم والتعلم بعضها ببعض، وترسم موقع كل منها في منظومة عملية التدريس، فإذا كانت هذه المخططات بمثابة خطوات تبين للمتعلم كيف يسير خلال عملية التعلم سميت نماذج تعلم، وإذا كانت هذه المخططات ترسم للمعلم خطوات وإجراءات السير خلال عملية التدريس -وفقا لطريقة أو أسلوب ما- سميت بنماذج تعليم أو نماذج تدريس، وقد يجمع النموذج التعليمي الواحد بين هذين النوعين، أي يمكن أن يكون هناك نموذجا تعليميا واحدا يشتمل على النوعين معا، وهذا المعنى لنماذج التعليم والتعلم يجعلها أجزاء إجرائية، ضمن الإطار العام لاستراتيجيات التعليم والتعلم.
 ويتفق بعض المتخصصين في المجال مع المعنى السابق لنماذج التعليم والتعلم، حيث أشار البعض إلى أن نماذج التدريس هي مجموعة أجزاء الاستراتيجية مثل: طريقة محددة يتدرج وفقها المحتوى التعليمي وأفكاره، واستخدام وجهات نظر وملخصات وأمثلة وممارسات لإثارة دافعية الطلاب، وهذا يعني أن نموذج التدريس ليس هو مجرد مخطط تفصيلي إجرائي لمجموعة أجزاء موقف استراتيجي محدد، ويعرف نموذج التدريس بأنه نسق تطبيقي لنظرية التعليم والتعلم داخل غرفة الصف، بمعنى أنه مخطط إرشادي يعتمد على نظرية تعلم محددة، ويقترح مجموعة من الإجراءات المحددة والمنظمة التي توجه عمليات تنفيذ نشاطات التعليم والتعلم، بما ييسر للعملية التعليمية تحقيق أهدافها، وعلى المعلم الالتزامات بالإجراءات لأي نموذج تدريسي يتبعه.
وهناك العديد من نماذج التدريس المتعارف عليها حديثًا من أهمها، كما يشير ماهر إسماعيل صبري عام 2002، إلى أن من هذه النماذج نموذج اتخاذ أو صنع القرار، وهو نموذج تعليمي وضعه "بل" عام ألف وتسعمائة وثلاثة وتسعين؛ لتدريس عمليات اتخاذ القرار حول القضايا الناتجة عن تفاعل العلم والتكنولوجيا والمجتمع، حيث يشمل هذا النموذج أربع مراحل وهي: مرحلة النمذجة، ومرحلة المعايير والمحددات، ومرحلة المفاضلة، ومرحلة إعادة القيود والمحددات، النموذج الثاني وهو: نموذج التحليل الأخلاقي، وهو أحد أهم نماذج تعليم أو تدريس أخلاقيات العلم وأخلاقيات التكنولوجيا.
ومن أمثلة أخلاقيات البيولوجيا وما يتبعها من قضايا أخلاقية كالإخصاب الصناعي وتأجير الأرحام والاستنساخ البشري وما إلى ذلك، ويركز هذا النموذج أو المدخل على تعليم القضايا الأخلاقية وتعلمها، وفقا لعدة خطوات وهي تحديد القضية العلمية أو التكنولوجية ذات البعد الأخلاقي والاجتماعي، وجمع البيانات اللازمة حول القضية والـتأكد من صدقها، وإصدار حكم على القضية واتخاذ قرار مناسب بشأنها، والقيام بالعمل الملائم وتقويم نتائجه، وهناك أيضًا نماذج أخرى للتدريس منها: نموذج التدريس المفصل، ونموذج التغيير المفهومي، ونموذج التدريس الواقعي، ونموذج التدريس التوليدي، ولكل نموذج من هذه النماذج الإجراءات الخاصة به والخطوات المتبعة فيه.
المصطلح الرابع: مفهوم استراتيجيات التدريس، ويشير الأدب التربوي إلى أن مصطلح استراتيجية في أصله مصطلح عسكري، يعني فن توظيف الإمكانات المتاحة والاستفادة بها إلى أقصى حد ممكن، ثم ما لبث أن انتقل هذا المصطلح إلى ميدان التربية وشاع استخدامه، حيث ارتبط بعمليتي التعليم والتعلم، فظهر مصطلح استراتيجية التدريس ومصطلح استراتيجية التعلم، وقد يتصور البعض أن استراتيجية التدريس هي نفسها استراتيجية التعلم وأن المصطلحين مترادفان، لكن أصحاب هذا التصور مخطئون تمامًا؛ فمع أن العلاقة بينهما جد وثيقة وذات صلة واضحة، فإن ثمة فارقا بينهما يتضح بتعريف كل منهما، وتعرف الاستراتيجيات بشكل عام بأنها طرق محددة لمعالجة مشكلة أو لمباشرة مهمة، وهي أساليب عملية لتحقيق هدف معين، وهي أيضًا تدابير مرسومة للتحكم في معلومات محددة والتعرف عليها.
بينما تعرف استراتيجية التدريس بأنها مجموعة التحركات أو الإجراءات التدريسية ، أي أن استراتيجيات التدريس ترادف إجراءات التدريس، وحول هذا التعريف تدور معظم تعريفات استراتيجيات التدريس. أما استراتيجيات التعلم فقد عرفت بأنها الأسلوب الذي سيتم وفقه تنظيم التعلم وتحديد نمطه، سواء كان جمعيًّا أم فرديًّا أم تعاونيًّا، وبرمجة استخدام المصادر التعليمية المتوافرة، وتشمل نوعين من المتغيرات: متغيرات الاستراتيجيات المصغرة وتتضمن تنظيم التعلم وفق عناصر محددة لمعالجة فكرة واحدة، مفهوم أو مبدأ أو علاقة، ومتغيرات الاستراتيجية الشاملة وتتضمن تنظيم عناصر محددة لجوانب التدريس، التي ترتبط بأكثر من فكرة واحدة مثل: التدرج أو التركيب أو التلخيص للأفكار التي يتم تدريسها، ويوضح هذا التعريف طبيعة العلاقة، والتداخل بين استراتيجيات التدريس واستراتيجيات التعلم.
وهناك أهمية بالضرورة لطرق التدريس عند اعتبار منظومة المنهج، ولذا فلا بد من توافر عدة شروط في طريقة التدريس؛ من أهمها: أن تكون طريقة التدريس متواكبة مع أهداف المنهج، ومحققة لتلك الأهداف بأعلى درجات الجودة وأقل معدلات الجهد، وأن تكون طريقة التدريس مناسبة لطبيعة المحتوى، وقادرة على نقل خبرات ذلك المحتوى للمتعلم ببساطة ووضوح، وأن تكون طريقة التدريس مناسبة لطبيعة المتعلم وملبية لرغباته وتفضيلاته، ومتسقة مع قدراته واستعداداته، ومتناغمة مع الوسائل التعليمية المتنوعة وتطبيقات تكنولوجيا التعليم والمعلومات الحديثة، كما ينبغي أن تكون طريقة التدريس متكاملة مع العديد من الأنشطة المصاحبة للمنهج، ومشجعة للمتعلمين على ممارسة تلك الأنشطة داخل المؤسسات التعليمية وخارجها، وأن تكون طريقة التدريس أيضًا متوافقة مع أساليب وطرق التقويم المختلفة خصوصا الحديثة منها، فتركز على القدرات والعمليات المعرفية العليا ومهارات التفكير، وغير ذلك من نواتج التعلم، التي ترسم صورة صحيحة عن إمكانات المتعلم وكذلك عن قدراته.

المصدر :
مفهوم طريقة التدريس - المناهج وطرق التدريس
إعداد أ/ أيمن محمد أبو بكر - قسم الدعوة وأصول الدين
كلية العلوم الإسلامية – جامعة المدينة العالمية
شاه علم - ماليزيا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق